تعد بطاقة التبرع بالأعضاء فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وتهدف إلى تشجيع السكان في المملكة العربية السعودية على تعبئة نموذجاً للتبرع يتيح للفرد التعهد بالتبرع بالأعضاء لمريض محتاج لزراعة الأعضاء بعد وفاة المتبرع، وهو ما يسهل على ذوي المتوفين دماغياً إعطاء الموافقة على التبرع بأعضاء ذويهم المتوفى احتراماً لرغبته الشخصية.
وقد بلغ عدد بطاقات التبرع بالأعضاء الموزعة منذ بداية البرنامج حتى تاريخه حوالي الأربعة ملايين بطاقة، وهي متوفرة في جميع المراكز الصحية ووحدات الغسيل الكلوي، ومن خلال الموقع الإلكتروني للمركز السعودي لزراعة الأعضاء.
كما يقوم المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتعريف بالبطاقة وتوزيعها في المناسبات الوطنية والاجتماعية والعلمية المختلفة.
تعتبر بطاقة التبرع بالأعضاء بمثابة تعبير عن رغبة المتبرع في التبرع بأعضائه ولا تعتبر وثيقة إلزامية لأخذ الأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة، وهو ما يسهل على ذوي المتوفى إعطاء الموافقة على التبرع بالأعضاء.
وفي الواقع فإن أية عائلة تواجه صدمة الوفاة تشعر بالارتياح عند إعفائها من عبء اتخاذ مثل هذا القرار، بل أنها قد تشعر أيضاً بمزيد من الارتياح إذا علم الأهل بأنهم قد نفذوا رغبة من يحبون.
أي شخص يستطيع إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء ولكن لتحقيق ذلك لابد من توافر الشروط التالية:
- أن يكون المتبرع سليماً من الناحية الجسدية ومستقراً من الناحية النفسية؛
- ألاّ يقل عمر المتبرع عن 18 عاماً؛
- ألاّ يكون المتبرع مدمناً على المخدرات أو الكحول؛
- يمكن للمتبرع تغيير رغبته متى شاء؛
- البيانات الشخصية المدخلة تحفظ في عهدة المركز السعودي لزراعة الأعضاء وتخضع لسياسة الخصوصية الخاصة بالمركز.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد: ففي الدورة الثالثة عشرة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة بمدينة الطائف في النصف الأخير من شهر شوال عام 1398 هـ – اطلع المجلس على بحث نقل القرنية من عين إنسان إلى آخر؛ الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، بناء على اقتراح سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد فـي كتابه رقـم (572\2\1\د) واطلع على ما ذكره جماعة من المتخصصين في أمراض العيون وعلاجها عن نجاح هذه العملية، وأن النجاح يتراوح بين 50% و 95% تبعا لاختلاف الظروف والأحوال. وبعد الدراسة والمناقشة، وتبادل وجهات النظر قرر المجلس بالأكثرية ما يلي: أولا: جواز نقل قرنية عين من إنسان بعد التأكد من موته وزرعها في عين إنسان مسلم مضطر إليها وغلب على الظن نجاح عملية زرعها ما لم يمنع أولياؤه، وذلك بناء على قاعدة: تحقيق أعلى المصلحتين، وارتكاب أخف الضررين، وإيثار مصلحة الحي على مصلحة الميت فإنه يرجى للحي الإبصار بعد عدمه والإنتفاع بذلك في نفسه ونفع الأمة به، ولا يفوت على الميت الذي أخذت قرنية عينه شيء، فإن عينه إلى الدمار والتحول إلى رفات، وليس في أخذ قرنية عينه مثلة ظاهرة، فإن عينه قد أغمضت، وطبق جفناها أعلاهما على الأسفل. ثانيا: جواز نقل قرنية سليمة من عين قرر طبيا نزعها من إنسان، لتوقع خطر عليه من بقائها، وزرعها في عين مسلم آخر مضطر إليها، فإن نزعها إنما كان محافظة على صحة صاحبها أصالة، ولا ضرر يلحقه من نقلها إلى غيره وفي زرعها في عين آخر منفعة له، فكان ذلك مقتضى الشرع، وموجب الإنسانية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى | الجزء 1 ص 341.
عرض السؤال المقدم من السيد/ جلال، والذي يطلب فيه حكم الإسلام في شأن نقل الأعضاء عامة والكلى خاصة، وذلك من الحي إلى الحي، أو من الميت إلى الحي، بوصية أو بدون وصية. أجابت اللجنة بما يلي إذا كان المنقول منه (ميتاً) جاز النقل سواء أوصى أم لا، إذ أن الضرورة في إنقاذ حي تبيح المحظور وهذا النقل لايصار إليه إلا للضرورة، ويقدم الموصى له في ذلك عن غيره، كما يقدم الأخذ من جثة من أوصى أو سمحت أسرته بذلك عن غيره. أما إذا كان المنقول منه حيا فإن كان الجزء المنقول يفضي إلى موته كالقلب أو الرئتين كان النقل حراما مطلقا سواء أذن أم لم يأذن، لأنه إن كان بإذنه فهو انتحار، وإن كان بغير إذنه فهو قتل نفس بغير حق، وكلاهما محرم. وإن لم يكن الجزء المنقول مفضيا إلى موته على معنى أنه يمكن أن يعيش الإنسان بغيره ينظر: فإن كان فيه تعطيل له عن واجب، أو فيه إعانة المنقول إليه على محرم كان حراما وذلك كاليدين أو الرجلين معا بحيث يعجز الإنسان عن كسب عيشه أو يسلك سبلا غير شريفة، ويستوي في الحرمة الإذن وعدم الإذن. وإن لم يكن فيه ذلك كإحدى الكليتين أو العينين أو إحدى الأسنان أو بعض الدم.. فإن كان النقل بغير إذنه حرم ووجب فيه القصاص أو العوض على ما هو مفصل في باب الجنايات والديات في كتب الفقه، وإن كان بإذنه جاز إن كان الغالب نجاح العملية. والله أعلم. قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية بالكويت كتاب : مجموعة الفتاوى الشرعية الصادرة عن قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية بالكويت | الجزء الثاني | ص 293 | رقم 646.
س: والدي مريض بالكلى، وقرر الأطباء أن كليتيه الاثنتين غير صالحتين، وهو يقوم بمراجعة المستشفى ثلاث مرات في الأسبوع لعمل غسيل للكلى، وهذا عمل متعب له، قال الأطباء بأن هذا سيستمر معه طول حياته، أو تقومون بالتبرع له بكلية من أحد أفراد العائلة، أنا مستعد لذلك، ولكن يهمني أن أعرف إذا كان ذلك جائزًا أم لا؟
سمعنا بأن هناك فتوى بجواز التبرع بعد الموت بأي عضو من الجسم، فهل يجوز ذلك في حال الحياة؟
أجيبونا مشكورين مأجورين إن شاء الله؟
أجابت اللجنة بما يلي: (يجوز) لك أن تتبرع لأبيك بإحدى كليتيك، إذا قرر الأطباء الثقات أنه لا ضرر عليك من نقلها من جسمك إلى جسم والدك، وإنه يغلب على الظنّ من الأطباء نجاح العملية، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بهيئة كبار العلماء
عبد العزيز بن عبدالله بن باز
عبد الرزاق عفيفي
عبد الله بن غديان